13‏/08‏/2008

( قذفت كما الحجر )



قصة صغيره رسمتها بخيالي ، لكنها تعبر عن واقع أهل القدس

أهل العزة وأهل الشرف ، وما الدفاع عن الوطن إلا عزة وشرف

لكل من يصد كيد الظالمين بصموده سواء بالمال أم بالحجارة ،

وصدق جهاد الرجبي عندما قال

(الكل يسكن في وطنه ، إلا الفلسطينيين فالوطن هو الذي يسكن فيهم)
فليسمح لي أحد إخواني من أهل القدس أن أحكي هذه القصة على لسانه ،
أنا شاب فلسطيني ولدت بين جدران مهدمه وصرخت

صرخة الحياة وأنا أسمع أصوات انفجارات مرعبه ،

ونشأت و ترعرت بين أيادي أمي التي لن تجد في هذه الأيام أما مثلها ،

ومنذ صغري أسمع الإنفجارات وأرى أمي تبكي فتحملني

وتجرني إلى صدرها وهي تنزف بكاءاً وأي بكاء ، إني أرى في عينها

دموع تتكلم وتنطق بكلمات وكأنها تنظر إلي فحدقت بها

حتى فهمت ما تعني تلك الدموع ، كانت تقول : هذا الظلم الذي ستعرفه يا بني

عندما تكبر وهل تسمع تلك الأصوات ؟ ستكون طريح الأرض

ميتا كما مات الذين هم في الخارج ...... فهمت تلك الكلمات

وعرفت مصيري وأين سينتهي بي المطاف ،

وبعد ما هدأت الأوضاع أخذتني أمي للخارج ، كنت أرى قبل أصوات الإنفجارات المزعجة

بيوتا وأناس يمشون على الأرض ويبتسمون ويمرحون ولكن بعد

تلك الأصوات لم أرى إلا تلك البيوت مهدمة و أرى الناس الذين كانوا

يمشون يزحفون على الأرض بلا أرجل ولا أعين ويصرخون

ويستنجدون بغيرهم و الابتسامة أصبحت صراخا ودموع ،

وقفت على الأرض بعدما تركتني أمي خلف الحائط لتسعف

من يحتاج فأرى مناظر غريبة أرى أمي تركض وتحمل

على ظهرها الناس وتلقنهم الشهادة وهي تبكي وتصرخ وأرى دموعها التي تخاطبني

دائما فهي دائمة البكاء ، كلما رأيتها تبكي أعلم بأن هذه

الدموع تخاطبني ، فلتفت على الناس فأرى شبابا يحرسون

منهم من يمسك السلاح محدود الرصاص ومنهم من يختبئ فوق الأسطح

لينذر الناس ومنهم من يحمل الحجر وراء ظهره ينتظر الإشارة ،

وصرخ من كان فوق السطح ينادي بأن أرجعوا إلى مساكنكم

قد أتى الأعداء فإذا بأمي تركض نحوي وتنسى كل من حولها

وتحملني وتسترني ونرجع إلى بيتنا ولا تفارق وجه أمي تلك الدمعة ،

وجلست في الدار سارحا ومفكرا بما رأيت من ألم ودم وهم

ولم يشدني بما رأيت إلا الحجر الذي كان يحمله الشباب والنساء

يقذفون بها الإسرائيليون بينما الإسرائيليون بكامل الاستعداد

من أسلحة ودروع ودبابات ، ولكن المنظر الغريب هو ما كنت

أراه بالغزاة من خوف من تلك الأحجار وما كنت

أراه من المسلمين من شجاعة وبسالة أمام الغزاة ،

فتعلمت بأن الإيمان هو مصدر القوه وليس بالأسلحة والمعدات ،

واستمرت الأيام حتى كبرت وصرت في التاسعة عشر من عمري ،

فأتت أمي إلي وجلست بالقرب مني وتمسح على رأسي

تصارحني وتنصحني قائلة وكأني أرى قسمات وجهها تخبرني بأنها ستموت اليوم :
(بني قد رأيت ما ألم بنا من كرب وعذاب ، ورأيت أحوال

مجتمعنا من جهاد ، ورأيت الشباب كيف يصدحون

بكلمات صادقة وينشدون الله أكبر ولله الحمد ، و رأيت كيف ينتهي الأمر بنا،

وأنا اليوم أريدك أن تعاهدني قبل أن أموت بأن تثبت على كلمة الحق

وتسعى لله ولتحرير وطننا ولو كان سبيلك الحجارة )
فبكيت من كلامها ومن أسلوبها الحنون فضمتني وقبلتني

وقالت لي بهمس أريدك شهيدا يا بني ، فقلت لها بصوت هامس

يلهم بالجدية والشجاعة : هي غايتي يا أماه هي هي ،

فخرجت من بيتنا ذاهبا لأجمع الحجر ، فجمعت عددا كبيرا

فتعبت وجلست على الأرض أتأمل وأناجي الحجر وكأنه
يسمعني فأسأل من السبب في وصولنا لما نحن عليه ؟؟
أين الدول الإسلامية العربية المجاورة نسونا وسلمونا باستسلام

وهوان وضعف ولم يسألوا عن حالنا ، كانت قلوبهم حجرا

وليس أي حجر، بل كان حالهم هو كما هو حالي عندما أقذف الحجر

على الصهاينة فقد قذفوني كما الحجر واعتبرونا حجرا لا يسمن

ولا يغني من جوع ولم يتذكروا بأن كان لنا وطن

كما هو لهم وكنا نأكل كما يأكلون فنحن بشر دماؤنا من دماؤهم

وترابنا الذي خلقنا منه من ترابهم ، فانتشرت في نفسي آهات من ألم

فإذا بي وأنا أفكر أسمع انفجارا بالقرب من بيتنا فأركض نحو بيتنا

فتعديت النيران ودخلت بيتنا فلم أجد أمي فخرجت باحثا عنه

ا والصهاينة في كل مكان فلم ألتفت لهم ، و وجدت عباءة أمي

على الأرض و أمامها يداً مقطوعة على الأرض بها ساعة أمي

التي أهداها والدي لها في زفافها ونظرت خلف يدها

فإذا نصف جسدها ملقى على الأرض فصحت كما يصيح الطفل

وضممتها إلى صدري وأتذكر حنانها وعطفها علي

وهمساتها لي فتذكرت من بين الذكريات قولها لي

أريدك شهيدا يا بني !! فوضعتها على الأرض كما كانت

لتأخذ روحها الملائكة لتستقبل ربها وصحت قائلاً :

لن أقف مكتوف الأيدي يا أمي ، أنا لاحق بك واليوم بإذن الله شهادتي كما هي شهادتك
فركضت نحو الحجر وصعدت فوق الجدار وأقذف الحجر

وأصرخ الله أكبر الله أكبر ، لله العزة ولرسوله وللمؤمنين ،

وأقذف و أقذف وتجمع الشباب حولي فكنا يدا واحده

نقذف وكأني أرى الحجارة صواريخ نارية تلهب من يقذف بها

فإذا بجندي يحتمي خلف الجدار لم نره ويخرج من ورائنا ويفرغ علينا ذخيرته

وكان للرصاص بالنسبة لي طعم جميل لم أتذوقه

لا بالطعام ولا بالشراب ولا بحياتي كلها ولكن تذوقته في مماتي ،،
هذه كانت قصتي مع دموع ودماء وحجر، ودفنت بقبر بجانب قبر أمي

وكانت هذه نهايتي لكنها لم ولن تكن يوما نهاية المقاومة ونهاية القدس

ونهاية الأمة الإسلامية فأنا على ثقة بأن بمماتي قد أحييت قلوب آخرين ، فلنعيد للأمة مجدها وعزتها ......

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

thank's alot 4 this story

:(

اللهم حرر الاقصى ،،

قــــرار يقول...

حياج الله اختي قلب : )

آمين ، بنصر لم يشهد من قبل

شاكرلج مرورج

يقول...

الله أكبر ..

يموت أهلونا كل يوم و ما شبعنا من النوم


نتغافل .. نتناسى .. نتكاسل ..

يغرينا الأمل ..

سألتني طفلتي ذات مرة بعد أن حكيت لها حكاية .. من خاطري .. اختزلت فيها سلسلة الأحداث لتكون بسيطة تناسب عقلها عن مسلم يصلي و يصوم و يحب الناس .. يكرم الجار و يفي بالوعد سرق اليهودي بيته و طرده منه الى خيمة في العراء .. لا زاد له فيها و لا ماء ..... الخ

بعد نهاية القصة قالت .. و هي لم تتجاوز 5 سنوات ..

- لماذا لا نذهب و نساعدهم ؟
- لا نستطيع الآن الذهاب اليهم فقط نستطيع أن نرسل لهم المال و ندعو الله أن يخزي اليهود و ينصر إخوانا المسلمين عليهم .. ليتمكنوا من العودة الى بيتهم و الصلاة في مسجدنا و مسجدهم .. المسجد الأقصى

ابنتي الصغيرة .. لديها حصالة ذهبية لها قبة عزيزة كقبة الأقصى ..
تجمع فيها الخردة كل يوم .. تفرح اذا حصلت على خردة لحصالتها .. لأنها لا تريد أن يطول هذا الحال .. تعتقد انها تستطيع .. لذلك ستستطيع .. أن تقدم المساعدة و الله كفيل ببقية أسباب النصر

بورك قلمك

قــــرار يقول...

أختي عين :

بارك الله بك وبابنتك الصغيره ونفع فيكم أمتنا الحبيبة ،

أشكرك على مرورك : )