26‏/08‏/2008

رحلتي إلى ماليزيا ورحلة ماليزيا إلى 2020


أنا الآن في آخر أيام رحلتي مع مركز الرواد إلى دولة النهضة دولة الهمم

دولة ماليزيا ، وأنا أكتب هذه الكلمات أكتبها على بحيرة المنتجع في جزيرة لنكاوي

حيث السماء المتلونة بألوان الرسوم الفنية والغيوم المتراصة والأمطار المتناغمة بألحان

رومانسية تعلوا على تلك الألحان التي نسمعها بآلات الموسيقى ،

أتذكر أيامي التي أمضيتها في هذه الدولة أتذكر أول يوم وصلت فيه إليها ومدى سعادتي

من خروجي من عالم العمل والروتين إلى عالم التغيير عالم نكتسب منه خبرة نكتسب منه صفاء الذهن

ونشرب من مائه نوعا من الهمة ، استمريت مع الرواد في هذه الرحلة بالعلم والمعرفة

والاستجمام والراحة النفسية ، فقد زرت الطبيعة التي خلقها الله و وهبها الإنسان ليتأمل

ما فيها من جمال ومن قدرة صانعها ، فأول ما أحببت أن أزوره وقد كان هدفي الأول من

هذه السفرة قبل أن يكون هدفي الإستفادة العلمية هو زيارتي إلى الشلال ،

فقليل من يعرف قيمة الشلال في أعماقي ، لطاما حلمت بلقائه

فلم أستطع أول ما رأيته إلا أني اعتنقته وضميته الى صدري

وسبحت في مياهه العذبة والتقطت معه صورة تذكارية وعاملته

كما أعامل من أهوى ولن أنسى هذا الشلال طالما كنت حيا

وباذنه تعالى سوف ألتقي معه مرة أخرى ، وغير الشلال ،

تجد في كل الأماكن الأراضي الخضراء والجبال وما أدراك ما الجبال ،

جند من جنود الرحمن دكها الله في الأرض دكا ويجعلها متى يشاء هباءا منثورا ،

انها قدرة الله المتعالية لا قدرة أحد أمامها جل في علاه وتبارك في سماه ،

وهذه رحلتي الى ماليزيا باستجمام وراحة نفسية ،


لكن هناك قسم كبير استفدته من رحلتي ، وتعلمت وتعرفت

وفهمت رجالا حق لهم أن يتصفوا بالرجال ، إن قالوا فعلوا وإن

وعدوا أوفوا وأن فكروا بخير لا يردهم ذاك التفكير إلا أن

يجعلوه واقعا لوطنهم مهما كانت الصعاب ، هؤلاء هم الوطنيون فعلا

من يسعى ويعمل بلا ثرثرة وبلا هرطقة ، وضعوا أهدافهم

وشمروا لها وأنجزوها بسرعة فائقة ، من يصدق أمام هذا التطور

أن الشعب الماليزي يتكون من ثلاث أصول الهندي والملاوي والصيني

ولكل أصل ديانة فالملاويون مسلمون والصينيون أغلبهم مسيحيون

ومنهم بوذا والهنديون منهم هندوسيون ومنهم بوذا

ومن يصدق بل الأدهى من تلك الفروق التي بينهم أن في عام 1969

حدثت حرب بين الأصول الثلاث كل منهم يقتل الآخر وكل منهم

يسعى لخراب بيت الآخر بالسلاح والرماح وكانت نتيجة هذه الحرب

هي خراب البيوت ومقتل الكثير وخسائر مادية كبيرة ،

فلو نلاحظ أن منذ عام 1969 الى عام 2000

واحد وثلاثون سنة فقط انتقلت ماليزيا من دولة فاشلة بكل النواحي

الى دولة نهضة من يراها عن قريب يرى التطور المستمر والدائم،

وغير تلك المشاكل العرقية المشاكل المالية والعجز المالي الذي واجههم ،

وقد وضعوا نصب أعينهم خطة إستراتيجية الى عام 2020

ستنتقل بها هذه الدولة من دولة نامية إلى دولة متقدمة ،

أعانكم الله يا شعب الهمم و وفقكم أمام أهدافكم وأقول لكم إلى موعدكم وموعدنا

وموعد التاريخ ليشهد قصة حضارة نشأت على سواعد الهمم إلى 2020

وللأسف أني عندما أجلس مع نفسي وأقارن ماليزيا

بدولتي الحبيبة الكويت والأوضاع السياسية وتفاوت القدرات والإمكانيات بين الدولتين

، فلا شك أن الكويت لديها قدرات مالية كبيرة لا تقارن بماليزيا

وعندهم رجال ولدينا رجال ، لكن للأسف قلوب الرجال

في الكويت مشتتة ومتباعدة لكل منهم هدف شخصي من أعماله ويدعي بذلك خدمة الوطن ،

أما ماليزيا فتنعموا بقلوب متفقة ومتقاربة ومتكاتفة نحو وطن واحد

مهما اختلفت أصولهم لكن أنظر الينا وتذكر المشاكل التي نصنعها بيننا

مع أننا كلنا تحت راية الإسلام وكلنا تحت الأصل العربي تقريبا ،

لكن لا أقول إلا اللهم إحفظ الكويت بأهلها و سياستها وارزق أهلها

الهمة العالية والعمل والاخلاص الذي يقودهم إلى أعالي القمم وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين .

ليست هناك تعليقات: